بعدَها أبدًا. أوّلُ الناس يرِدُ عليه فقراءُ المهاجرين، الشُّعْثُ رؤوسًا، الدُّنُسُ ثيابًا، الذين لا ينكحون المُتمنّعات (?)، ولا تُفتح لهم السُّدَدُ".
قال: فبَلَغَ ذلك الحديثُ عمرَ بن عبد العزيز، فبعَثَ إلى أبي سلّام، فحُمِل على البريد، فأتى عمرَ، فلمّا دخل عليه قال: يا أميرَ المؤمنين! لقد شقَّ على مركبي البريدَ على رجلي. وكانت قد أُصيبت رجلُه، فقال له: يا أبا سلّام! ما أردتُ المشقّةَ عليك، ولكنّي بلغني حديثٌ تُحدِّثه عن ثوبان، فأحببتُ أن تشافهني به. قال: فحدّثه أبو سلّام بالحديث. قال: فقال عمر: لا جَرَمَ لا أغتسلُ حتى أُشْعِثَ، ولا ثوبي الذي يلي جسدي (?) حتّى يدْنَسَ.
أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (1411) و"الأوسط" (398) عن شيخه أحمد بن خُليد به.
وأخرجه الطيالسي (995) وأحمد (5/ 275 - 276) وابن ماجه (4303) والروياني في "مسنده" (ق 130/ ب) وأبو بكر الباغندي في "مسند عمر بن عبد العزيز" (63، 65) والحاكم (4/ 184) -وصححه، وسكت عليه الذهبي- والبيهقي في "البعث والنشور" (135، 136) و"الشعب" (7/ 332) وابن عساكر في "التاريخ" (ج عبادة: ص 79 - 80) من طرقٍ عن محمد بن مهاجر به.
وتايع ابن مهاجر. عثمان بن سعيد الحمصي عند الباغندي (65).
ورجاله ثقات: وقد صرّح أبو سلّام -واسمه: مَمْطور- بالسماع من ثوبان، لكن نفى سماعه منه ابن معين وابن المديني وأحمد، والمثبت مقدّمٌ على النافي. ولم يصرّح الراوي عنه العباس بن سلام بسماعه منه، بل قال