هذا الحديث غريب جدًا، لا أعلمه يروى إلا بهذا الإسناد تفرّد به أحمد بن خليد. أهـ. قلت: انتهى التفرّد عند الأفطس.

وقال ابن الجوزي في "العلل" بعد ما حكى كلام الخطيب: "وزعم الخطيب أنّ رجال إسناده ثقات، وهو عنده كالوهم الغلط، قال: وحدَّثني عبد الله بن أحمد الصيرفي أن الدارقطني ذكر هذا الحديث فقال: يوسف ثقة، وهو أخو أبي مسلم المستملي، وأحمد بن خُليد ثقة. قال الدارقطني: وحدَّثني الحسن بن أحمد بن صالح الحافظ الحلبي أن هذا الحديث كان: (أحمد بن خُليد عن يوسف بن يونس عن سليمان بن بلال عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر)، وقد دُسّ متنه [كذا, ولعلّه: متن] إسناد الحديث الذي بعده، وبعده هذا الكلام، فكتبه بعض الوراقين عنه، وألزق إسناد حديث سليمان بن بلال إلى هذا المتن".

وانتقد الذهبي في "الميزان" (4/ 476) توثيق الدارقطني ليوسف، فقال: "قلت: بل من يروي مثل هذين الخبرين [يعني: هذا الحديث وحديث آخر] ليس بثقةٍ ولا مأمونٍ! "

وحكم ابن الجوزي على الحديث بالوضع فبالغ، والصواب أنه منكر كما قال ابن عدي. وقد ذكر السيوطي في "اللآلئ" (2/ 83) له شاهدًا موقوفًا عن علي، أخرجه الخطيب (3/ 117) من طريق محمد بن العباس المعروف بـ (ابن النحوي) عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة عن إبراهيم بن الحسن الثعلبي عن عبد الله بن بكير الغنوي عن حَكيم بن جُبير عن الحسن بن سعد عن أبيه مولى علي عن مولاه قال: إن الجنة لتساق إلى من سعى لأخيه ... " وفيه: فإن الله الكريم يسأل الرجل عن جاهه وما بذله كما يسأله عن ماله فيم أنفقه.

وهذا مع وقفه إسناده ضعيف، حَكيم ضعيف كما في "التقريب"،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015