فسأل ربّه -عَزَّ وَجَلَّ- عند وقت الأجل أن يقبِضَه الله -عَزَّ وَجَلَّ - ساجدًا، وأن لا يجعلَ للأرض ولا لشيءٍ يُفسِده عليه سبيلًا حتى يبعثه وهو ساجدٌ ففعلَ. فنحن نمرّ عليه إذا هبطنا وإذا عرجنا فنجده في العِلم: يُبعَثُ يومَ القيامة فيُوقَفُ (?) بين يدي الله -تبارك وتعالى-، فيقول له الربُّ: أدخلوا عبديَ الجنّةَ برحمتي. فيقول: بل بعملي!. فيقول الربُّ تعالى: أدخلوا عبديَ الجنّةَ برحمتي. فيقول: بل بعملي!. فيقول الرب -تبارك وتعالى-: أدخلوا عبديَ الجنّةَ برحمتي. فيقول: [بلّ] (?) بعملي!. فيقول الله -تبارك وتعالى- للملائكة: قايسوا عبدي نعمتي عليه بعمله. فتوجد نعمةُ البصر قد أحاطت بعبادة خمسمائة سنةٍ، وبقيت نعمةُ الجسد فضلًا عليه، فيقول: أدخلوا عبديَ النارَ. قال: فيُجَرُّ إلى النار، فيُنادي: ربِّ! برحمتك أدخلني الجنّة!. فيقول: رُدّوه. فيُوقَفُ بين يديه، فيقول: يا عبدي! منْ خلقَك ولم تكن (?) شيئًا؟. فيقول: أنت يا رب. فيقول: أكان ذلك من قِبلك أم برحمتي؟. فيقول: بل برحمتك. فيقول: من قَوّاك للعبادة خمسمائة سنة؟ فيقول: أنت يا ربِّ. فيقول: من أنبتَ الجبلَ في وسط البحر، وأخرج لك الماءَ العذبَ من الماء المالح، وأخرج لك كلّ ليلةٍ رمّانةً، وإنّما تخرجُ مرّةً في السنة، وسألتني أن أقبضَك ساجدًا ففعلت ذلك بك؟. فيقول: أنت يا ربّ. فيقول: هذا برحمتي، وبرحمتي أُدخلك الجنّةَ، أدخلوا عبديَ الجنّةَ برحمتي، فنِعْمَ العبدُ كنتَ يا عبدي. فأدخله الله -تبارك وتعالى- الجنّةَ. قال جبريل - صلى الله عليه وسلم - (?): إنّما الأشياءُ برحمةِ الله يا محمد".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015