والسمعاني (ص 75) من طريق الليث بن سعد عن ابن الهاد عن يحيى بن سعيد عن زُرارة بن أوفى عنها قالت: ما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقوم من مجلس إلَّا قال: (سبحانك ... إلخ) فقلت له: يا رسول الله! ما أكثرَ ما تقول هؤلاء الكلماتِ إذا قمت! فقال: "إنّه لا يقولهن أحد حين يقوم من مجلسه إلَّا غُفر له ما كان في ذلك المجلس".
هكذا رواه شعيب بن الليث، ويحيى بن بُكير، وعبد الله بن صالح، وعبد الله بن عبد الحكم عن الليث. وخالفهم قتيبة بن سعيد فرواه عن الليث عن يحيى عن محمَّد بن عبد الرحمن الأنصاري عن رجل من أهل الشام عن عائشة، هكذا أخرجه النسائي (399). وأخرجه ابن أبي حاتم في "العلل" (2/ 349) من طريق ابن وهب عن عمرو بن الحارث والليث عن يحيى به كرواية قتيبة.
وزُرارة قيل: هو ابن أوفى، وهذا ما يقتضيه تصحيحُ الذهبيِّ الحديثَ على شرط الشيخين، ورجّح ذلك الإِسماعيلي فقد أخرج هذا الحديث -كما في "التهذيب" (3/ 324 - 325) - في "مسند يحيى بن سعيد" في باب: (زُرارة بن أوفى عن عائشة). وقال الحافظ في "التهذيب": "هو عندي وهمٌ، والصواب أنه كان عن (ابن زُرارة) فوقع فيه حذفٌ والله أعلم". وهو ما رجّحه المزّي، وابن زُرارة هو محمَّد بن عبد الرحمن بن سعد بن زُرارة المذكور في رواية قتيبة وابن وهب. ومما يؤكّد ما ذهبا إليه: أن يحيى بن سعيد الأنصاري لا تعرف له رواية عن ابن أوفى، بل هو ممن يروي عن محمَّد بن عبد الرحمن الأنصاري الذي لم يدرك عائشة، وبالتالي فالحديث منقطع الإِسناد من هذا الوجه.
وأمّا حديث الزُّبير:
فأخرجه الطبراني في "الصغير" (2/ 75 - 76) و"الأوسط" (مجمع البحرين: ق 239/ ب) عن شيخه محمَّد بن علي بن حبيب الطرائفي عن