وفي "عون المعبود" (4/ 234 - 235): "قال الحافظ شمس الدين بن عبد الهادي: هذا حديث ضعّفه محمد بن طاهر، وتعلّق على سليمان بن موسى، وقال: تفرّد به. وليس كما قال، فسليمان حسن الحديث، وثّقه غير واحدٍ من الأئمة. وتابعه ميمون بن مهران عن نافع -وروايته في مسند أبي يعلى- ومطعم بن المقدام الصنعاني عن نافع -وروايته عند الطبراني- فهذان متابعان لسليمان".
لكن قال أبو داود عن رواية سليمان: "هذا حديثٌ منكرٌ"، ولم يُتابعه أحدٌ على ما قال، بل قال ابن رجب في "نزهة الأسماع" (ص 48): "وقد قيل للِإمام أحمد: هذا الحديث منكر. فلم يُصرّح بذلك، ولم يوافق عليه، واستدلّ الِإمام أحمد بهذا الحديث". أهـ.
وقال أبو الطيّب شمس الحق في "عون المعبود" (4/ 234): "هكذا قاله أبو داود، ولا يُعلم وجهُ النَّكارةِ، فإن هذا الحديثَ رواتُه كلهم ثقاتٌ، وليس بمخالفٍ لرواية أوثق الناس". وتعقَّبَ قول أبي داود عن رواية ميمون بن مهران: "وهذا أنكرها". بقوله (4/ 235): "ولا يُعلم وجهُ النكارة، بل إسناده قويٌّ، وليس بمخالف لرواية الثقات". أهـ.
هذا من جهة الإِسناد أما من جهة المتن فقد أثار بعضهم إشكالات واهية، انظر الجواب عنها في: "المغني" لابن قدامة (9/ 173 - 174) و"مجموع الفتاوى" لابن تيمية (11/ 567)، و"الكلام على مسألة السماع" لابن القيّم (ص 412 - 415).
وقد أخرج ابن ماجه (1901) من رواية ليث بن أبي سُليم عن مجاهد عن ابن عمر نحوه لكن ذكر بدل الزَّمَّارة: الطبل. وليث ضعيف لشدّة اختلاطه.