قال: "كل رجال إسناده ثقات متقنون إلّا بقيّة بن الوليد فمختلفٌ فيه، وأكثرُ الحفّاظ والأئمة يحتجّون بروايته عن الشاميّين، وهو يروي هذا الحديث عن معاوية بن يحيى الشاميّ". وكذا قال في "الأذكار" (ص 235)، وقد بيّنتُ ما أُخِذ على بقيّة، ووصفُ معاويةَ بن يحيى بأنه ثقةٌ متقنٌ فيه تسامحٌ لا يخفى.
وقال ابن الجوزي: "هذا حديث باطلٌ". وهو الصواب. وقال البوصيري في "مختصر الِإتحاف" (2/ ق 161/ أ): "سنده ضعيف لتدليس بقيّة".
وأخرجه ابن عدي (4/ 1496 - 1497) من طريق عبد الله بن جعفر المديني أبي علي عن أبي الزّناد به بلفظ: "إذا عطس أحدكم عند حديث كان حقًّا". وعبد الله هذا ضعيف تركه النسائي.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: ق 144/ ب) عن شيخه جعفر: ثنا إبراهيم بن عبد العزيز بن مروان بن شجاع الحرّاني بالرّقة: ثنا الخَضِرُ بن محمد بن شجاع: ثنا عفيف بن سالم عن عُمارة بن زاذان عن ثابت عن أنس مرفوعًا: "أصدقُ الحديث ما عُطِس عنده". وقال: لم يروه عن ثابت إلا عمارة، تفرّد به الخَضِرُ.
قال الهيثمي (8/ 59): "رواه الطبراني في "الأوسط" عن شيخه جعفر بن محمَّد بن ماجد ولم أعرفه، وعمارة بن زاذان وثَّقه أبو زُرعة وجماعةٌ، وفيه ضعف، وبقيّة رجاله ثقات".
قلت: ووثّقه أيضًا أحمد ويعقوب بن سفيان والعجلي وابن حبّان، وضعّفه الدارقطني وابن عمّار الموصلي، وقال أبو داود: ليس بذاك. وقال الساجي: فيه ضعف، ليس بشيءٍ. وقال أحمد: يروي عن ثابت عن أنس مناكير. وقال في "التقريب": "صدوق كثيرُ الخطأ". أما شيخ الطبراني فمعروفٌ، ذكره الخطيب في "تاريخه" (7/ 196) ووثّقه.