ولم أعرفه، والظاهر أنّه التميمي وهو ثقة. وبقية رجاله ثقات". أهـ. قلت: ويبعدُ كونُه التميميَّ؛ لأن التميميَّ من أتباع التابعين. ثم إنّ وصفَه بالثقة غيرُ مسلّمٍ، فقد قال الدارقطني إنه مجهول، ولم يُوثِّقه غير ابن حبّان.

وأما حديث ابن عمر:

فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (رقم: 882) من طريق عقبة بن علي عن عبد الله بن عمر [عن نافع] (?) عنه مرفوعًا: "أنا زعيم ببيتٍ في ربض الجنّة لمن ترك المراء وهو محقٌّ، وببيتٍ في وسط الجنّة لمن ترك الكذب وهو مازحٌ، وببيتٍ في أعلى الجنّة لمن حَسُنت سريرتُه".

قال الهيثمي (1/ 157): "وفيه عقبة بن علي، وهو ضعيف". أهـ. قلت: قال عنه العقيلي في "الضعفاء" (3/ 352): "لا يُتابع على حديثه، وربّما حدّث بالمنكر عن الثقات". أهـ. وشيخه ضعيف الحفظ.

وأمّا حديث ابن عبّاس:

فأخرجه الطبراني في "الكبير" (11/ 139) من طريق سُويد أبي حاتم عن عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء عنه مرفوعًا: "أنا الزّعيمُ ببيتٍ في رباض الجنةِ وبيتٍ في أعلاها وبيتٍ في أسفلها: لمن ترك الجَدَلَ وهو مُحِقٌّ، وترك الكَذِبَ وهو لاعبٌ، وحسَّن خُلُقَه للناس".

قال الهيثمي (8/ 23): "وفيه أبو حاتم سُويد بن إبراهيم، ضعّفه الجمهور، ووثّقه ابن معين، وبقية رجاله رجال الصحيح".

قلت: المنقول عن ابن معين توثيقه وتضعيفه أيضًا لسُويد. وقال الحافظ في "التقريب": "صدوق سيّىء الحفظ، له أغلاط وقد أفحش ابن حبّان فيه القول".

ويظهر من اجتماع هذه الطرق ثبوت الحديث، وأنّه بالتحسين حريٌّ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015