من هَذَا يَا جِبْرِيل؟ قَالَ هَذَا مُحَمَّد قَالَ أَو قد بعث؟ قَالَ نعم. قَالَ فَدَعَا لي بِخَير: وَقَالَهُ.
عدم ضحك خَازِن النَّار للرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
قَالَ ابْن إِسْحَاق وحَدثني بعض أهل الْعلم عَمَّن حَدثهُ عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنه قَالَ: "تلقتني الْمَلَائِكَة حِين دخلت السَّمَاء الدُّنْيَا،فَلم يلقني ملك إِلَّا ضَاحِكا مُسْتَبْشِرًا، يَقُول خيرا ويدعوا بِهِ حَتَّى لَقِيَنِي ملك من الْمَلَائِكَة، فَقَالَ مثل مَا قَالُوا ودعا بِمثل مَا دعوا بِهِ إِلَّا أَنه لم يضْحك وَلم أر مِنْهُ من الْبشر مثل مَا رَأَيْت من غَيره فَقلت لجبريل: يَا جِبْرِيل من هَذَا الْملك الَّذِي قَالَ لي كَمَا قَالَت الْمَلَائِكَة وَلم يضْحك إِلَيّ وَلم أر مِنْهُ من الْبشر مثل الَّذِي رَأَيْت مِنْهُم؟ قَالَ: فَقَالَ لي جِبْرِيل أما إِنَّه لَو ضحك إِلَى أحد كَانَ قبلك، أَو كَانَ ضَاحِكا إِلَى أحد بعد لضحك إِلَيْك وَلكنه لَا يضْحك، هَذَا مَالك خَازِن النَّار". فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "فَقلت لجبريل، وَهُوَ من الله تَعَالَى بِالْمَكَانِ الَّذِي وصف لكم {مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ} [التكوير:21] أَلا تَأمره أَن يريني النَّار؟ فَقَالَ بلَى يَا مَا مَالك أر مُحَمَّدًا النَّار. قَالَ فكشف عَنْهَا غطاءها ففارت وَارْتَفَعت،حَتَّى ظَنَنْت لتأخذن مَا أرى قَالَ: فَقُلْت لِجِبْرِيلَ يَا جِبْرِيلُ مُرْهُ فَلْيَرُدّهَا إلَى مَكَانِهَا قَالَ: فَأَمَرَهُ فَقَالَ لَهَا: اُخْبِي، فَرَجَعَتْ إلَى مَكَانِهَا الّذِي خَرَجَتْ مِنْهُ فَمَا شبهت رُجُوعا إِلَى وُقُوعِ الظّلّ حَتّى دَخَلَتْ مِنْ حَيْثُ خَرَجَتْ رَدّ عَلَيْهَا غطاءها.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
فِي الْمِيم كَمَا اندغمت فِي محوته فامحى لما أَمن التباسه بالمضاعف، وَلم يدغموا النُّون فِي الْمِيم فِي شاه زنماء وَلَا فِي غنم لِئَلَّا يلتبس بالمضاعف لَو قَالُوا أزماء وغما، وَقد ذكرنَا قبل مَا وهم فِيهِ التِّرْمِذِيّ من تَفْسِير زر الحجلة حَيْثُ قَالَ: يُقَال إِنَّه بيض لَهُ، حَيْثُ تكلمنا على خَاتم النُّبُوَّة وَصفته , وَاخْتِلَاف الرِّوَايَة فِيهِ وَالْحَمْد لله.