مَقْتَلُ أَبِي جَهْلٍ
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَأَقْبَلَ أَبُو جَهْلٍ يَوْمَئِذٍ يَرْتَجِزُ وَهُوَ يُقَاتِلُ وَيَقُولُ
مَا تَنْقِمُ الْحَرْبُ الْعَوَانُ مِنّي
... بَازِلِ عَامَيْنِ حَدِيثٌ سِنّي
لِمِثْلِ هَذَا وَلَدَتْنِي أُمّي
شِعَارُ الْمُسْلِمِينَ بِبَدْرِ
قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: وَكَانَ شِعَارُ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ بَدْرٍ أَحَدٌ أَحَدٌ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
ابْنِ إسْحَاقَ وَقَالَ ابْنُ إسْحَاقَ قَتَلَهُ الْمُجَذّرُ كَمَا تَقَدّمَ.
لُغَوِيّاتٌ
وَقَوْلُ مُعَاذِ بْنِ عَمْرٍو فِي مَقْتَلِ أَبِي جَهْلٍ مَا شَبّهْت رِجْلَهُ حِينَ طَاحَتْ إلّا بِالنّوَاةِ تَطِيحُ مِنْ تَحْتِ الْمِرْضَخَةِ. طَاحَتْ ذَهَبَتْ وَلَا يَكُونُ إلّا ذَهَابَ هَلَاكٍ وَالْمِرْضَخَةُ. كَالْإِرْزَبّةِ يُدَقّ بِهَا النّوَى لِلْعَلَفِ وَالرّضْخُ بِالْحَاءِ مُهْمَلَةً كَسْرُ الْيَابِسِ وَالرّضْخُ كَسْرُ الرّطَبِ وَوَقَعَ فِي أَصْلِ الشّيْخِ الْمُرْضَخَةُ بِالْحَاءِ وَالْخَاءِ مَعًا، وَيَدُلّ عَلَى أَنّهُ كُسِرَ لَمّا صُلِبَ وَأَنْشَدَ قَوْلَ الطّائِيّ
أَتَرْضَحُنِي رَضْحَ النّوَى وَهِيَ مُصْمَتٌ ... وَيَأْكُلُنِي أَكْلَ الدّبَا وَهُوَ جَائِعٌ
وَإِنّمَا نَحْتَجّ بِقَوْلِ الطّائِيّ وَهُوَ حَبِيبُ بْنُ أَوْسٍ لِعِلْمِهِ لَا لِأَنّهُ عَرَبِيّ يُحْتَجّ بِلُغَتِهِ.