وهؤلاء قاموا بقتل أقرب أقربائهم فى معركة بدر لأن حب الله ورسوله صلّى الله عليه وسلم يقتضى قتل من حادّ الله ورسوله وبغض من أبغض الله ورسوله.
ومن العلامات كذلك: حب من أحب رسول الله صلّى الله عليه وسلم أى عكس الصورة السابقة لقوله صلّى الله عليه وسلم: «الله الله فى أصحابى لا تتخذوهم غرضا بعدى فمن أحبهم فبحبى أحبهم ومن أبغضهم فببغضى أبغضهم ومن آذاهم فقد آذانى ومن آذانى فقد آذى الله ومن آذى الله يوشك أن يأخذه» ، حديث حسن غريب.
من ثمرة محبته عليه الصلاة والسلام، مرافقة النبيين والصديقين والشهداء والصالحين لحديث عائشة رضى الله عنها: «جاء رجل إلى النبى صلّى الله عليه وسلم، فقال يا رسول الله: إنك لأحب إلى من نفسى وإنك لأحب إلى من ولدى وإنى لأكون فى البيت فأذكرك، فما أصبر حتى آتى فأنظر إليك، وإذا ذكرت موتك عرفت إنك دخلت الجنة رفعت مع النبيين، وإنى إذا دخلت الجنة خشيت أن لا أراك فأنزل الله تعالى:
وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً (النساء: 69) ، (مجمع الزوائد) .
وقال الهيثمى: ورواه الطبرانى فى الصغير والأوسط ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن عمران الغامدى وهو ثقة.
عن أنس رضي الله عنه أن رجلا أتى النبى رضي الله عنه، فقال: «متى الساعة يا رسول الله؟
قال: ما أعددت لها؟ قال: ما أعددت لها من كثير صلاة، ولا صوم، ولا صدقة، ولكنى أحب الله ورسوله، قال: «أنت مع من أحببت» ، أخرجه البخارى ومسلم.
فهل من ثواب أرجى من أن يحشر المرء مع من أحب خاصة إذا كان المحبوب هو المصطفى صلّى الله عليه وسلم!.
قال شهاب الدين الخفاجى رحمه الله تعالى: