فترك الصحابة الأعرابى يقضى بوله، ثم دعاه الرسول صلّى الله عليه وسلم وقال له:
«إن المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول والقذر، إنما هى لذكر الله والصلاة وقراءة القرآن» . ثم قال لأصحابه صلّى الله عليه وسلم: «إنّما بعثتم مبشرين، ولم تبعثوا معسرين، صبّوا عليه دلوا من الماء» .
عندها قال الأعرابى: «اللهم ارحمنى ومحمدا، ولا ترحم معنا أحدا» .
فقال له الرسول صلّى الله عليه وسلم: «لقد تحجرت واسعا» ، (أى ضيّقت واسعا) ، فإن رحمة الله تعالى وسعت كل شيء- متفق عليه.
وعن عائشة رضي الله عنها روت أنّ اليهود أتوا النبى صلّى الله عليه وسلم، فدار بينهم الحوار الآتى:
اليهود: السّام عليك، (أى الموت عليك) .
الرسول صلّى الله عليه وسلم: وعليكم.
عائشة: السّام عليكم، ولعنكم الله وغضب عليكم!.
الرسول صلّى الله عليه وسلم: مهلا يا عائشة! عليك بالرّفق، وإيّاك والعنف والفحش.
عائشة: أو لم تسمع ما قالوا؟!!.
الرسول صلّى الله عليه وسلم: أولم تسمعى ما قلت، رددت عليهم، فيستجاب لى فيهم ولا يستجاب لهم فىّ.
وفى رواية لمسلم: (لا تكونى فاحشة، فإن الله لا يحب الفحش ولا التّفحّش) .
عن أبى هريرة رضي الله عنه قال «قبّل رسول الله صلّى الله عليه وسلم الحسن بن علىّ، وعنده الأقرع بن حابس التيمى، فقال الأقرع: إن لى عشرة من الولد ما قبّلت منهم أحدا، فنظر إليه رسول الله صلّى الله عليه وسلم، ثم قال: «من لا يرحم لا يرحم» ، متفق عليه.