الرسول القائد (صفحة 49)

إن عقاب المتخلّف يقتصر عليه فقط ولا يشمل أهله وعشيرته ولا سكان قريته، كما حدث في القرن العشرين عند قسم من الدول الكبرى، إذ نزل العقاب الصارم بأهل المتخلّف وعشيرته، وحتى بأهل قريته في بعض الأحيان، بحجّة أن هؤلاء يجب أن يسلموا المتخلّف أو ينالهم العقاب.

هـ- تطهير الجيش:

يأمر الاسلام بتطهير الجيش من عناصر الفتنة والخذلان ومن الذين يختلفون عن أفراده بالعقيدة، حتى يكون الجيش كله مؤمنا بعقيدة واحدة يعمل لتحقيقها ويبذل كل ما يملكه في سبيلها، وبذلك يستطيع الفوز في الحرب:

(وَلَوْ كانُوا فِيكُمْ ما قاتَلُوا إِلَّا قَلِيلًا) (?) ...

وأساليب القتال:

ينظم الاسلام مواضعه الدفاعية، ويوزع وحداته على تلك المواضع: (وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقاعِدَ لِلْقِتالِ) (?) .

ويبتكر القتال بأسلوب الصف الذي لم تكن العرب تعرفه حينذاك، بل كانت تقاتل بأسلوب الكرّ والفر: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ) (?) .

إنّ أسلوب الصف يتفق مع أساليب القتال في العصر الحاضر، فهو يؤمّن العمق والاحتياط، ليستطيع القائد معالجة المواقف التي ليست في الحسبان.

ز- الضبط (?) :

يحثّ الاسلام على السمع والطاعة للقيادة العامة، والثبات في المواقف

طور بواسطة نورين ميديا © 2015