وانتهز المنافقون فرصة شدّة الحر ونضوج الثمار وطول المسافة وقوة العدو، فأخذوا يثبّطون العزائم وينشرون الروح الانهزامية بين المسلمين، ولكنهم أخفقوا في محاولاتهم إذ لم يتخلف من المسلمين أحد عن الجهاد غير ثلاثة رجال؛ ولم يقبل النبي صلّى الله عليه وسلم أن يستعين بالقوات التي جمّعها عبد الله بن أبي، لأنه لم يكن يثق باخلاص تلك القوات، فبقي ابن أبي وأصحابه من المنافقين في المدينة (?) .
وبقي في المدينة قسم من المسلمين الذين لم يجد الرسول صلّى الله عليه وسلم ما يحملهم عليه، فتولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ألا يجدوا ما ينفقون (?) .
وأنجز جيش العسرة (?) استعداداته، وتحشد خارج المدينة، وأصبح مستعدا للحركة من كل الوجوه.
وزّع هرقل مرتبات سنة كاملة على قواته النظامية، كما وزّع كثيرا من المال على القبائل العربية الخاضعة لسيطرته، تشجيعا لهم على معاونة جيشه في الصراع الوشيك.
وبعد إنجاز استعدادات قواته، أرسل طلائعها الى (البلقاء) (?) لستر التحشّد الذي تمّ بعد ذلك في منطقة تبوك.