وَقَدْ ظهر عَلَى السلف من الصَّحَابَة والتابعين ثُمَّ عَلَى من بعدهم من الكرامات مَا بلغ حد الاستفاضة، وَقَدْ صنف فِي ذَلِكَ كتب كثيرة سنشير إِلَى طرف منها عَلَى وجه الإيجاز إِن شاء اللَّه عَزَّ وَجَلَّ.

فمن ذَلِكَ: أَن ابْن عُمَر كَانَ فِي بَعْض الأسفار فلقي جَمَاعَة وقفوا عَلَى الطريق من خوف السبع فطرد السبع من طريقهم ثُمَّ قَالَ: إِنَّمَا يسلط عَلَى ابْن آدم مَا يخافه ولو أَنَّهُ لَمْ يخف غَيْر اللَّه لما سلط عَلَيْهِ شَيْء، وَهَذَا خبر معروف.

وروي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعث العلاء بْن الحضرمي فِي غزاة فحال بينه وبين الموضع قطعة من البحر فدعا اللَّه باسمه الأعظم ومشوا عَلَى الماء.

وروي أَن عتاب بْن بشير وأسيد بْن حضير خرجا من عِنْدَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأضاء لهما رأس عصا أحدهما كالسراج.

وروي أَنَّهُ كَانَ بَيْنَ يدي سلمان وأبي الدرداء قصعة فسبحت حَتَّى سمعا التسبيح.

وروي أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: كم من أشعث أغبر ذي طمرين لا يؤبه لَهُ لو أقسم عَلَى اللَّه لأبره وَلَمْ يفرق بَيْنَ شَيْء وشيء فيما يقسم بِهِ عَلَى اللَّه سبحانه، وَهَذَهِ الأخبار لشهرتها أضربنا عَن ذكر أسانيدها.

وحكى عَن سهل بْن عَبْد اللَّهِ أَنَّهُ.

قَالَ: من زهد فِي الدنيا أربعين يوما صادقا من قلبه مخلصا فِي ذَلِكَ ظهرت لَهُ الكرامات، ومن لَمْ تظهر لَهُ فلعدم الصدق فِي زهده، فقيل لسهل: كَيْفَ تظهر لَهُ الكرامة؟ .

فَقَالَ: يأخذ مَا يشاء كَمَا يشاء من حَدِيث يشاء.

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ الْمَاجَشُونُ قَالَ: حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ كَيْسَانَ , عَنِ ابْنِ عُمَرَ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: بَيْنَا رَجُلٌ ذَكَرَ كَلِمَةً

طور بواسطة نورين ميديا © 2015