فِي القلب مَعَ وحشة مَا سبق منك إِلَى ربك تَعَالَى وَقَالَ ذو النون: الحب ينطق والحياء يسكت والخوف يقلق وَقَالَ أَبُو عُثْمَان: من تكلم فِي الحياء ولا يستحي من اللَّه عَزَّ وَجَلَّ فيما يتكلم بِهِ فَهُوَ مستدرج.
سمعت أبا بَكْر بْن أشكيب يَقُول: دَخَلَ الْحَسَن بْن الحداد عَلَى عَبْد اللَّهِ بْن منازل فَقَالَ: من أين تجئ فَقَالَ: من مجلس أَبِي القاسم المذكر فَقَالَ: فيما ذا كَانَ يتكلم فَقَالَ: فِي الحياء فَقَالَ: عَبْد اللَّهِ واعجباه من لَمْ يستح من اللَّه تَعَالَى كَيْفَ يتكلم فِي الحياء.
سمعت مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن يَقُول: سمعت أبا الْعَبَّاس البغدادي يَقُول: سمعت أَحْمَد بْن صَالِح يَقُول: سمعت مُحَمَّد بْن عبدون يَقُول: سمعت أبا الْعَبَّاس المؤدب يَقُول: قَالَ السري إِن الحياء والأنس يطرقان القلب.
فَإِن وجدا فِيهِ الزهد والورع حطا وإلا رحلا.
وسمعته يَقُول: سمعت مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن شاذان يَقُول: سمعت الجريري يَقُول: تعامل القرن الأَوَّل من النَّاس فيما بينهم بالدين حَتَّى رق الدين ثُمَّ تعامل القرن الثَّانِي بالوفاء حَتَّى ذهب الوفاء ثُمَّ تعامل القرن الثالث بالمروءة حَتَّى ذهبت المروءة ثُمَّ تعامل القرن الرابع بالحياء حَتَّى ذهب الحياء ثُمَّ صار النَّاس يتعاملون بالرغبة والرهبة وقيل: فِي قَوْله تَعَالَى: {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ} [يوسف: 24] البرهان أَنَّهَا ألقت ثوبا عَلَى وجه صنم فِي زاوية الْبَيْت، فَقَالَ يُوسُف: ماذا تفعلين فَقَالَتْ: أستحي منه قَالَ يُوسُف عَلَيْهِ السَّلام أنا أولى منك أَن أستحي من اللَّه تَعَالَى.
وقيل: فِي قَوْله تَعَالَى: فجاءته إحداهما تمشى عَلَى استحياء قيل إِنَّمَا استحيت منه لأنها كانت تدعوه إِلَى الضيافة فاستحيت أَن لا يجب مُوسَى عَلَيْهِ السَّلام فصفة المضيف الاستحياء وَذَلِكَ استحياء الكرم.
سمعت مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن يَقُول: سمعت عَبْد اللَّهِ بْن الْحُسَيْن يَقُول: سمعت أبا مُحَمَّد البلاذري يَقُول: سمعت أبا عَبْد اللَّهِ العمري يَقُول: سمعت أَحْمَد بْن أَبِي الجواري يَقُول: سمعت أبا سلمان الداراني يَقُول: قَالَ اللَّه تَعَالَى: