وإن نفسي تطالبني منذ ثلاثين سنة أَوْ أربعين سنة أَن أغمس جزرة فِي دبس فَمَا أطعتها وسمعته , يَقُول: سمعت جدى , يَقُول: آفة العبد رضاه من نَفْسه بِمَا هُوَ فِيهِ.
وسمعته يَقُول: سمعت مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ الرازي , يَقُول: سمعت الْحُسَيْن بْن عَلِي القرمسيني , يَقُول: وجه عصام بْن يُوسُفَ البلخي شَيْئًا إِلَى حاتم الأصم فقبله منه , فقيل لَهُ: لَمْ قبله؟ فَقَالَ: وجدت فِي أخذه ذلي وعزه وَفِي رده عزي وذله فاخترت عزه عَلَى عزى , وذلي عَلَى ذله.
وقيل لبعضهم: إني أريد أَن أحج عَلَى التجريد , فَقَالَ لَهُ: جرد أولا قلبك عَنِ السهو , ونفسك عَنِ اللهو , ولسانك عَنِ اللغو ثُمَّ اسلك حيث شئت.
وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَان الداراني: من أَحْسَن فِي ليله كوفئ فِي نهاره , ومن أَحْسَن فِي نهاره كوفئ فِي ليله , ومن صدق فِي ترك شهوة كفي مؤنتها , والله أكرم من أَن يعذب قلبا ترك شهوة لأجله.
وأوحي اللَّه تَعَالَى إِلَى دَاوُد عَلَيْهِ السَّلام: يا دَاوُد , حذر وأنذر أَصْحَابك أكل الشهوات , فَإِن القلوب المعلقة بشهوات الدنيا عقولها عني محجوبة.
ورؤي رجل جالسا فِي الهواء فقيل لَهُ بم نلت هَذَا فَقَالَ: تركت الهوى فسخر لي الهواء وقيل: لو عرض للمؤمن ألف شهوة لأخرجها بالخوف ولو عرض للفاجر شهوة واحدة لأخرجته من الخوف , وقيل: لا تضع زمامك فِي يد الهوى فَإِنَّهُ يقودك إِلَى الظلمة ,