وسئل ذو النون عَنِ السفلة , فَقَالَ: من لا يعرف الطريق إِلَى اللَّه ولا يتعرفه.
سمعت الشيخ أبا عَبْد الرَّحْمَنِ السلمي رحمه اللَّه يَقُول: سمعت أبا بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن شاذان , يَقُول: سمعت يُوسُف بْن الْحُسَيْن , يَقُول: حضرت مجلس ذي النون يوما وجاءه سالم المغربي , فَقَالَ لَهُ: يا أبا الفيض , مَا كَانَ سبب توبتك؟ قَالَ: عجب لا تطيقه , قَالَ: بمعبودك إلا أخبرتني، فَقَالَ ذو النون: أردت الخروج من مصر إِلَى بَعْض القرى فنمت فِي الطريق فِي بَعْض الصحارى ففتحت عيني فَإِذَا أنا بقنبرة عمياء سقطت من وكرها عَلَى الأَرْض فانشقت الأَرْض فخرج منها سكرجتان , إحداهما ذهب , والأخرى فضة , وَفِي إحداهما سمسم , وَفِي الأخرى ماء , فجعلت تأكل من هَذَا وتشرب من هَذَا فَقُلْتُ: حسبي قَدْ تبت ولزمت الباب إِلَى أَن قبلني اللَّه عَزَّ وَجَلَّ سمعت مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن يَقُول: سمعت عَلِي بْن عُمَر الحافظ يَقُول: سمعت ابْن رشيق يَقُول: سمعت أبا دجانة يَقُول: سمعت ذا النون يَقُول: لا تسكن الحكمة معدة ملئت طعاما.
وسئل ذو النون عَنِ التوبة فَقَالَ: توبة العوام تكون من الذنوب وتوبة الخواص تكون من الغفلة.