وَقَالَ تَعَالَى: {وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ} [البقرة: 40] ومدح الْمُؤْمِنيِنَ بالخوف فَقَالَ تَعَالَى: {يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ} [النحل: 50] .
سمعت الأستاذ أبا عَلِيّ الدقاق يَقُول: الخوف عَلَى مراتب: الخوف والخشية والهيبة فالخوف من شرط الإيمان وقضيته قَالَ اللَّه تَعَالَى: {وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [آل عمران: 175] والخشية من شرط العلم قَالَ اللَّه تَعَالَى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر: 28] والهيبة من شرط المعرفة قَالَ اللَّه تَعَالَى: {وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ} [آل عمران: 28] سمعت الشيخ أبا عَبْد الرَّحْمَنِ السلمي يَقُول: سمعت مُحَمَّد بْن عَلِي الحيري يَقُول: سمعت محفوظا يَقُول: سمعت أبا حفص يَقُول: الخوف سوط اللَّه يقوم بِهِ الشاردين عَن بابه.
وَقَالَ أَبُو القاسم الحكيم: الخوف عَلَى ضربين رهبة وخشية فصاحب الرهبة يلتجئ إِلَى الهرب إِذَا خاف وصاحب الخشية يلتجئ إِلَى الرب.
قَالَ رحمه اللَّه.
ورهب وهرب يصح أَن يقال هما واحد مثل جذب وجبذ فَإِذَا هرب أنجذب فِي مقتضى هواه كالرهبان الَّذِينَ اتبعوا أهواءهم فَإِذَا كبحهم لجام العلم وقاموا بحق الشرع فَهُوَ الخشية.
سمعت مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن يَقُول: سمعت عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد الرازي يَقُول: سمعت أبا عُثْمَان يَقُول: سمعت أبا حفص يَقُول: الخوف سراج القلب بِهِ يبصر مَا فِيهِ من الخير والشر.
سمعت الأستاذ أبا عَلِي الدقاق يَقُول: الخوف أَن لا تعلل نفسك بعسى وسوف.
سمعت مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن يَقُول: سمعت أبا القاسم الدمشقي يَقُول: سمعت أبا عُمَر الدمشقي يَقُول: الخائف من يخاف من نَفْسه أَكْثَر مِمَّا يخاف من الشَّيْطَان،