أولها التوبة وأوسطها الإنابة وآخرها الأوبة، فجعل التوبة بداية والأوبة نهاية والإنابة واسطتهما، فَكُل من تاب لخوف العقوبة فَهُوَ صاحب توبة، ومن تاب طمعا فِي الثواب فَهُوَ صاحب إنابة، ومن تاب مراعاة للأمر لا لرغبة فِي الثواب أَوْ رهبة من العقاب فَهُوَ صاحب أوبة، ويقال أَيْضًا: التوبة صفة الْمُؤْمِنيِنَ قَالَ اللَّه تعالي: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ} [النور: 31] والإنابة صفة الأولياء والمقربين قَالَ اللَّه تعالي: {وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ} [ق: 33] والأوبة صفة الأنبياء والمرسلين قَالَ اللَّه تعالي: {نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ} [ص: 30] .

سمعت الشيخ أبا عَبْد الرَّحْمَنِ السلمي يَقُول سمعت مَنْصُور بْن عَبْد اللَّهِ يَقُول سمعت جَعْفَر بْن نصير يَقُول سمعت الجنيد يَقُول: التوبة عَلَى ثلاثة معان: أولها الندم.

وَالثَّانِي العزم عَلَى ترك المعاودة إِلَى مَا نهى اللَّه عَنْهُ.

والثالث السعي فِي أداء المظالم.

وَقَالَ سهل بْن عَبْد اللَّهِ التوبة ترك التسويف.

سمعت مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن يَقُول سمعت أبا بَكْر الرازي يَقُول سمعت أبا عَبْد اللَّهِ الْقُرَشِيّ يَقُول: سمعت الجنيد يَقُول سمعت الْحَارِث يَقُول: مَا قُلْت: قط اللَّهُمَّ أنى أسألك التوبة ولكني أقول أسألك شهوة التوبة أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْد اللَّهِ الشيرازي قَالَ: سمعت أبا عَبْد اللَّهِ بْن مصلح بالأهواز يَقُول سمعت ابْن زيري يَقُول سمعت الجنيد يَقُول: دخلت عَلَى السري يوما فرأيته متغيرا فَقُلْتُ لَهُ: مَالِك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015