ومن ذَلِكَ الشريعة والحقيقة الشريعة أمر بالتزام العبودية والحقيقة مشاهدة الربوية فَكُل شريعة غَيْر مؤيدة بالحقيقة فغير مقبول وكل حقيقة غَيْر مقيدة بالشريعة فغير محصول فالشريعة جاءت بتكليف الخلق والحقيقة إنباء عَن تصريف الحق فالشريعة أَن تعبده والحقيقة أَن تشهده والشريعة قيام بِمَا أمر والحقيقة شهود لما قضى وقدر وأخفى وأظهر.
سمعت الأستاذ أبا عَلِي الدقاق رحمه اللَّه يَقُول: قَوْله {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} [الفاتحة: 5] حفظ الشريعة {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة: 5] إقرار بالحقيقة.
واعلم أَن الشريعة حقيقة من حيث إنها وجبت بأمره والحقيقة أَيْضًا شريعة من حيث إِن المعارف بِهِ سبحانه أَيْضًا وجبت بأمره