وكما قَالُوا: لَمْ ترد ماء وجهه العين إلا شرقت قبل ريها برقيب فَإِذَا لمع قطعك عَنْك وجمعك بِهِ لكن لَمْ يسفر نور نهاره حَتَّى كر عَلَيْهِ عساكر الليل فهؤلاء بَيْنَ روح ونوح، لأنهم بَيْنَ كشف وستر كَمَا قَالُوا: فالليل يشملنا بفاضل برده والصبح يلحقنا رداء مذهبا الطوالع أبقى وقتا وأقوى سلطانا وأدوم مكثا وأذهب للظلمة وأنفى للتهمة لكنها موقفة عَلَى خطر الأقوال ليست برفيعة الأوج ولا بدائمة المكث ثُمَّ أوقات حصولها وشيكة الارتحال وأحوال أفوالها طويلة الأذيال وَهَذَهِ المعاني الَّتِي هِيَ اللوائح واللوامع والطوالع تختلف فِي القضايا فمنها مَا إِذَا فات لَمْ يبق عَنْهَا أثر كالشوارق إِذَا أفلت فكأن الليل كَانَ دائما ومنها مَا يبقى عَنْهُ أثر فَإِن زال رقمه بقي ألمه وإن غربت أنواره بقيت آثاره فصاحبه بَعْد سكون غلباته يعيش فِي ضياء بركاته فإلي أَن يلوح ثانيا يرجى وقته عَلَى انتظار عوده ويعيش بِمَا وجد فِي حِينَ كونه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015