وأعماهم وفريقا حجبهم عَنْهُ وفريقا جذبهم إِلَيْهِ وفريقا آنسهم بوصلته وفريقا آيسهم من رحمته وفريقا أكرمهم بتوفيقه وفريقا اصطلمهم عِنْدَ رومهم لتحقيقه وفريقا أصحاهم وفريقا محاهم وفريقا قربهم وفريقا غيبهم وفريقا أدناهم وأحضرهم ثُمَّ أسقاهم فأسكرهم وفريقا أشقاهم وأخرهم ثُمَّ أقصاهم وهجرهم وأنواع أفعال لا يحيط بِهَا حصر ولا يَأْتِي عَلَى تفصيلها شرح ولا ذكر وأنشدوا لجنيد رحمه اللَّه فِي معني الجمع والتفرقة:
وتحققتك فِي سري ... فناجاك لساني
فاجتمعنا لمعاني ... وافترقنا لمعاني
إِن يكن غيبك التعظيم ... عَن لحظ عياني
فلقد صيرك الوجد ... من الأحشاء داني
وأنشدوا:
إِذَا مَا بدالي تعاظمته ... فأصدر فِي حال من لَمْ يرد
جمعت وفرقت عني بِهِ ... ففرد التواصل مثنى العدد