سمعت الأستاذ أبا عَلِي الدقاق رحمه اللَّه يَقُول: أنشد قوال بَيْنَ يدي الأستاذ أَبِي سهل الصعلوكي رحمه اللَّه تَعَالَى:

جعلت تنزهي نظري إليكا.

وَكَانَ أَبُو القاسم النصرأباذي رحمه اللَّه حاضرا فَقَالَ الأستاذ أَبُو سهل: جعلت بنصب التاء، وَقَالَ النصرأباذي: بَل جعلت بضم التاء فَقَالَ الأستاذ أَبُو سهل: أليس عين الجمع أتم: فسكت النصرأباذي.

وسمعت الشيخ أبا عَبْد الرَّحْمَنِ أَيْضًا يحكي هذه الحكاية عَلَى هَذَا الوجه ومعني هَذَا أَن من قَالَ: جعلت بضم التاء يَكُون إخبار عَن حال نَفْسه فكأن العبد يَقُول هَذَا وإذا قَالَ: جعلت بالفتح فكأنه يتبرأ من أَن يَكُون ذَلِكَ بتكلمه بَل يخاطب مولاه فَيَقُول: أَنْتَ الَّذِي خصصتني بِهَذَا لا أنا بتكلفي، فالأول عَلَى خطر الدعوى وَالثَّانِي بوصف التبري من الحول والإقرار بالفصل والطول وفرق بَيْنَ من يَقُول بجهدي أشهدك وبين من يَقُول بفضلك ولطفك أشهدك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015