فَقَالَ لَهُ أَبُو عقال: وعليكم السَّلام فَقَالَ الرجل: أنا فُلان فَقَالَ.
أَبُو عقال: أَنْتَ فُلان؟ كَيْفَ أَنْتَ وكيف حالك؟ وغاب عَن حالته قَالَ هَذَا الرجل: فَقُلْتُ لَهُ: سلام عليكم فَقَالَ: وعليكم السَّلام كَأَنَّهُ لَمْ يرني قط ففعلت مثل هَذَا غَيْر مرة، فعلمت أَن الرجل غائب فتركته وخرجت من عنده.
سمعت مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن يَقُول: سمعت عُمَر بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد يَقُول: سمعت امْرَأَة أَبِي عَبْد اللَّهِ التروغندي تقول: لما كانت أَيَّام المجاعة والناس يموتون من الجوع دَخَلَ أَبُو عَبْد اللَّهِ التروغندي بيته فرأى فِي بيته مقدار منون حنطه فَقَالَ: النَّاس يموتون من الجوع وَفِي بَيْتِي حنطة فخولط فِي عقله فَمَا كَانَ يفيق إلا فِي أوقات الصلاة يصلي الفريضة ثُمَّ يعود إِلَى حالته، فلم يزل كَذَلِكَ إِلَى أَن مَات دلت هذه الحكاية عَلَى أَن هَذَا الرجل كَانَ محفوظا عَلَيْهِ آداب الشريعة عِنْدَ غلبات أحكام الحقيقة وَهَذَا هُوَ صفة أهل الحقيقة ثُمَّ كَانَ سبب غبيته عَن تمييزه شفقته عَلَى الْمُسْلِمِينَ وهنا أقوى سمة لتحققه فِي حالة