وأولئك هم الوارثون حقا، لا من يجعل أصحابه ونحلته ومذهبه معياراً على الحق وميزاناً له، يعادي من خالفه ويوالي من وافقه بمجرد موافقته ومخالفته، فأين هذا من القيام بالقسط الذي فرضه الله على كل أحد؟! وهو في هدا الباب اعظم فرضاً واكبر وجوباً.
شهداء الله
ثم قال: {شُهَدَاءَ لِلَّهِ} الشاهد هو المخبر، فان أخبر بحق فهو شاهد عدل مقبول، وإن أخبر بباطل فهو شاهد زور، وأمر تعالى أن يكون شهيداً له مع القيام بالقسط، وهذا يتضمن أن تكون الشهادة بالقسط، وان تكون لله لا لغيره، وقال في الآية الأخرى: {كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ} فتضمنت الآيتان أموراً أربعة.
أحدهما: القيام بالقسط.
الثاني: أن يكون لله.
الثالث: الشهادة بالقسط.
الرابع: أن تكون لله.