وحقائقه، ومحصوله وعواقبه، والناس لا يعلمون ولا يرون الحزم إلا على ظاهر الأمور. وكم من مضيع يسلم، وحازمٍ يعطب.

قال: ما قلت كلاماً أشرف من هذا، ولقد ألقيت لي في فكراً طويلاً.

قال إبراهيم: قال عبد الملك: قال صالح: قال الجنيد: فلم أرى أوفى ولا أنصف ولا أفهم ولا أذكى منه. ولقد واقفته ثلاث ساعاتٍ من النهار وما تحرك منه شيءٌ إلا لسانه، وما مني شيء لم أحركه.

وهكذا يصفون ملوك الترك، يزعمون أن ساسان وخاقان الأكبر، تواقفا ببعض الكسور، وفصلاً من الصفين، وطالت المناجاة، فلما انفتلا قالوا: كان خاقان أركن وأدب، وكان مركب كِسرى أركن وأدب، ولم يتحرك من خاقان إلا لسانه، وكان برذونه يرفع قائمةً ويضع أخرى، وكان مركب كسرى كأنما صبّ صبا، وكان كسرى يحرك رأسه ويشير بيده.

قالوا: ومن الأعاجيب أن الحارث بن كعب لا يقوم لحزم، وحزم لا تقوم لكندة، وكندة لا تقوم للحارث بن كعب.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015