الرسائل للجاحظ (صفحة 769)

وبين يديه بغل مُسْرج مجلل، والله ما أدري أكان الجُلّ تحت اللِّبْد، أم كان فوق السَّرج، وشدّ عزيز على أصحاب نصر شدَّةً كشفتْهم، حتى جاوزوا مكان نصر، وصار عزيز بحذاء نصر، ونصرٌ جالس؛ فلما رأى ذلك وثب وثبةً فإذا هو على ظهر البغل، وقال: مكانك يا عزيز! أتبلغ إلى موضعي، وتطأ حريمي؟! ثم شدَّ نحوه على بغله، وعزيز على برذونٍ، فعزف - والله - عزيزٌ عنه، وعزيز يومئذ فارس العسكر غير مدافع.

نقد تشبيه البغل بالكلب

وأنشدوا في البغل:

أردْت مديح البغْل يا شيْخ مذْحجٍ ... فجئت بشيْءٍ صيَّر البغل كالكلبِ

وحسبك لُؤماً بالكلاب ودقّةً ... وقدْ ثمَّنُوا شرواه شأْواً من التُّرْبِ

لأن في الحديث: إنَّ دية الكلب زبيلٌ من تراب، حقّ على القاتل أن يفعله، وحقَّ على صاحب الكلب أن يقبله.

تم الكتاب بعون الله تعالى ومنّه.

يتلوه كتاب الحنين إلى الأوطان، والحمد لله وحده، وصلواته على سيدنا محمد نبيه وسلامه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015