وقال بعض العرب لبعض الملوك: " هل لكم في النساء الزُّهْر، والخيل الشُّقْر، والنُّوق الحمر؟ " وقالت بنت الخُسّ: " الحمراء غدْرى، والصَّهباء سرْعى، والدَّهْماء بهْمى ".
وإنما صار الناس يتَّخذون السنانير النُّمْر؛ لأنها أصيد، فهي السَّنانير الخُلص، والألوان الأُخر داخلة على هذه الألوان، وكذلك ألوان جميع ما ذكرنا، وأصناف البهائم على ما ذكرنا؛ وأما ألوان الأُسد فمتشابهة، لا اختلاف فيها إلا بالشيء اليسير، والناس يختلفون في الألوان وكذلك الكلاب والسنانير والخيْل والبغال والحمام والحيّات والطير؛ فإما أنواع الطير ومغنياتها، والبُزاة والصُّقور والشواهين، فلا اختلاف بينها.
باب ما جاء من الشعر في ذم البغل
قال أبو دهْبلٍ الجُمحيّ:
حجرٌ تُقلِّبُهُ وهلْ ... تُعْطى على المدْحِ الحجارة
كالبغلِ يُحمدُ قائماً ... وتذُمُّ سيرتهُ المشارة