فلو أنَّ ما أشكو إلى بشرٍ ... لأراحني ظنِّي من الشَّكوى
لكنّني أشكو إلى حجرٍ ... تنبو المعاول عنه بل أقْسى
فهذا وشبهه من الشعر كثير.
وإذا جئت إلى أصحاب الهزْل كقول بعضهم ممَّن ذمَّ النساء:
هذه الخمر فاشرب ... واسقني يا ابن مصعبِ
اسقنيها وغنِّني: ... من لقبٍ معذَّبِ
طمعتْ فيّ طَفْلةٌ ... ربَّ راج مجنَّبِ
قلت لمّا رأيتها ... أسفرتْ لي: تنقَّبي
لست والله مُدخلاً ... إصبعي جُحْرَ عقربِ
وقال آخر:
لا أبتغي بالمُرد مطمومةً ... ولا أبيع الظّبي بالأرنبِ
لا أُدخل الجُحْرَ يدي طائعاً ... أخشى من الحيَّة واالعقربِ
وقال آخر:
ليس لي في الحرِّ حاجة ... نيكه عندي سماجة