وقد نجمت من الموالي ناجمةٌ، ونبتت منهم نابتةٌ، تزعم أنَّ المولى بولايةٍ قد صار عربيّاً؛ لقول النبيِّ صلى الله عليه وسلم: " مولى القوم منهم "، ولقوله: " الولاء لُحمةٌ كلُحمة النَّسب، لا يُباع ولا يُوهب ".
قال: فنحن معاشر الموالي بقديمنا في العجم أشرف من العرب، وبالحديث الذي صار لنا في العرب أشرف من العجم. وللعرب القديم دون الحديث. ولنا خصلتان جميعاً وافرتان فينا، وصاحب الخصلتين أفضل من صاحب الخصلة.
وقد جعل الله المولى بعد أن كان عجميَّاً عربيا بولائه، كما جعل حليف قريش من العرب قرشيَّاً بحلفه، وجعل إسماعيل، بعد أن كان أعجميّاً، عربيّاً. ولولا قول النبي صلى الله عليه وسلم إن إسماعيل كان عربيّاً ما كان عندنا إلاَّ أعجميّاً؛ لأنَّ الأعجم لا يصير عربيّاً، كما أنَّ العربيَّ لا يصير أعجميّاً.