ثم نظر إليَّ فقال: إنَّ الكتب عقول قومٍ وراءها عندهم حججٌ لها، فما ينبغي أن يُقضى على كتابٍ إلا إذا كان له دافع عنه، وخصمٌ يبين عما فيه؛ فإن أبناء النِّعم وأولاد الأسْد محسودون.
ثم قال: يا أبا عبد الرحمن، بإزاء كل حاسد راهن.
وقد قيل في مثلٍ من الأمثال: " الحسن محسود ". وفي مثل آخر: " لن تعدم الحسناء ذاماً ". وقال الأحنف بن قيس:
ولن تصادف مرعىً ممرعاً أبداً ... إلا وجدت به آثار مأكول
يقول: يُعاث في كل مرعىً حسنٍ ويؤكل منه، فيعيبه ذلك.
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: " ما أحدث الله بعبدٍ نعمةً إلا وجدت له عليها حاسداً. ولو أن امرأً كان أقوم من القدْح لوجدت له غامزاً ".