...
-15- الرسالة الحادية والخمسون 1
بسم الله الرحمن الرحيم
من محمد بن عبد الوهاب، إلى الإخوان 2: عبد الله بن علي ومحمد بن جماز، سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد، لا تحركون إلى أن ننبكم تراكم ما تجوزون إلا براضة هلحين. وفرج وعرفج الذين وراهم يبون يتبينون في الدين، ولا يبغون شيئاً. فأنت يا عبد الله، أخبرهم بالمبغي منهم، ترى الأمر يدور على ما قال الله تعالى: {فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ} 3 الآية. فأمرهم بي يفهمونه، ولكن الأمر لهم يأمرهم بالتوبة من الشرك، والدخول في الإسلام. وأهل القصيم غارهم إن ما عندهم قبب ولا سادات، ولكن أخبرهم أن الحب والبغض والموالاة والمعاداة لا يصير للرجل دين إلا بها، ما داموا ما يغيضون أهل الزلفي وأمثالهم، فلا ينفعهم ترك الشرك ولا ينفعهم قول: "لا إله إلا الله". فأهم ما تفطنهم له: كون التوحيد من أخل به مثل من أخل بصوم رمضان، ولو ما أبغضه.
وكذلك الشرك، إن كان ما أبغض أهله، مثل بغض من تزوج بعض محارمه، فلا ينفعه ترك الشرك. وتفطنهم للآيات التي ذكر الله في الموالاة والمعاداة، مثل قوله: {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} 4، وقوله في المعاداة: {قَدْ كَانَتْ