...
-3- الرسالة التاسعة والثلاثون: ومنها رسالة أرسلها إلى عبد الوهاب بن عبد الله بن عيسى، قال فيها:
بسم الله الرحمن الرحيم
من محمد بن عبد الوهاب، إلى عبد الوهاب بن عبد الله بن عيسى، سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد، إن تفضلتم بالسؤال، فنحمد الله إليكم الذي لا إله إلا هو، ونحن بخير وعافية، جعلكم الله كذلك وأحسن من ذلك. وأبلغوا لنا الوالد السلام، سلمه الله من خزي الدنيا وعذاب الآخرة. وغير ذلك، في نفسي عليه بعض الشيء، من جهة المكاتيب لما حبسها عنا، هجسنا فيه الظن الجميل، ثم بعد ذلك سمعنا بعض الناس يذكر أنه معطيها بعض السفهاء يقرؤونها على الناس. وأنا أعتقد فيه المحبة، وأعتقد أيضاً أن له غاية وعقلاً، وهو صاحب إحسان علينا وعلى أهلنا، فلا ودي يعقبه بالأذى، ويكدر هذه المحبة بلا منفعة في العاجل والآجل. وأنا إلى الآن ما تحققت ذلك وهوجس فيه بالهاجوس الجيد. وذكر أيضاً عنه بعض الناس بعض الكلام الذي يشوش الخاطر. فإن كان يرى أن هذا ديانة، ويعتقده من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فأنا، ولله الحمد، لم آت الذي أتيت بجهالة، وأشهد الله وملائكته أنه إن أتاني منه أو ممن دونه، في هذا الأمر كلمة من الحق، لأقبلنّها على الرأس والعين، وأترك قول كل إمام اقتديت به، حاشا رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فإنه لا يفارق الحق.
فإن كانت مكاتيب أولياء الشيطان، وزخرفة كلامهم الذي أوحى إليهم ليجادل في دين الله، لما رأى أن الله يريد أن يظهر دينه، غرته 1، وأصغت إليه