كلام الله، ولا كلام رسوله؛ بل يدعي أني أعرف كلام المتأخرين مثل الإقناع وغيره، وصاحب الإقناع قد ذكر أن من شك في كفر هؤلاء السادة والمشايخ فهو كافر. سبحان الله! كيف يفعلون أشياء في كتابهم أن من فعلها كفر، ومع هذا يقولون: نحن أهل المعرفة وأهل الصواب، وغيرنا صبيان جهال. والصبيان يقولون: أظهروا لنا كتابكم، ويأبون عن إظهاره. أما في هذا ما يدل على جهالتهم وضلالتهم؟
وكذلك أيضاً، من جهالة هؤلاء وضلالتهم: إذا رأوا من يعلّم الشيوخ وصبيانهم أو البدو، شهادة أن لا إله إلا الله، قالوا: قولوا لهم يتركون الحرام؛ وهذا من عظيم جهلهم. فإنهم لا يعرفون، إلا ظلم الأموال، وأما ظلم الشرك فلا يعرفون؛ وقد قال الله تعالى: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} 1. وأين الظلم الذي إذا تكلم الإنسان بكلمة منه، أو مدح الطواغيت أو جادل عنهم، خرج من الإسلام، ولو كان صائماً قائماً، من الظلم الذي لا يخرج من الإسلام، بل إما أن يؤدي إلى صاحبه بالقصاص، وإما أن يغفره الله؟! فبين الموضعين فرق عظيم.
وبالجملة، رحمكم الله، إذا عرفتم ما تقدم أن نبيكم صلى الله عليه وسلم قد بيّن الدين كله، فاعلموا أن هؤلاء الشياطين قد أحلوا كثيراً من الحرام في الربا والبيع وغير ذلك، وحرموا عليكم كثيراً من الحلال، وضيقوا ما وسعه الله؛ فإذا رأيتم الاختلاف، فاسألوا عما أمر الله به ورسوله، ولا تطيعوني ولا غيري. وسلام عليكم ورحمة الله.