ابن الزيات اياه بعدم تجليد كتبه وتنظيمها، وتمنيه موته ليرتاح من اعباء الحياة بعد ان طعن في السن. وفي الرسالة الثانية و «فصل ما بين العداوة والحسد» يشكو ابو عثمان من كثرة حساده الذين يطعنون على كتبه أو يسرقونها او ينتحلونها، او يتقاضونه جزءا من ريغها. ويتطرق الى الكلام على الحسد الذي عالجه في رسالة الحاسد والمحسود، ويهتم هنا بتفريقه عن العداوة.
وفي الرسائل الثلاث التالية التي يوجهها الى ابي الفرج بن نجاح الكاتب يسأل الجاحظ ابا الفرج أن يساعده على فاقته فيجري عليه ارزاقا قد انقطعت، ويبدو أنه وعده خيرا ثم لم ينجز وعده، فعاد الى تذكيره بالوعد. ونجد في احداها قصيدة نظمها الجاحظ ولم يعلن عن نسبتها اليه، يمدح فيها ابا الفرج ويستعطفه.
والرسالة الاخيرة التي نلفيها في هذه المجموعة هي «التربيع والتدوير» .
والباعث على كتابتها دافع شخصي هو اعتداد احد الكتاب المدعو احمد بن عبد الوهاب بنفسه وعلمه حتى طاول الجاحظ ذاته. ولما نفد صبره ولم يعد باستطاعته احتماله وضع هذه الرسالة يسخر من قبح جسده، ويصوره تصويرا كاريكاتوريا مضحكا، كما يمتحنه بمائة مسألة يطرحها عليه ويطلب منه الاجابة عليها. وهذه المسائل تحيط بجوانب الثقافة العامة التي عرفها مجتمع الجاحظ وانعكست بجلاء في كتبه العديدة. ولهذا نلقى الجاحظ ينصح ابن عبد الوهاب في آخر الرسالة ان يعمد الى قراءة كتب الجاحظ التي تنطوي على اجوبة على تلك المسائل الطبيعية والكيمياوية والحيوية والتاريخية والجغرافية، والدينية والفنية الخ ...
بقي ان نقول اننا لم نحقق هذه الرسائل لأنها حققت ونشرت مرات عدة (انظر كتابنا «كشاف آثار الجاحظ» ، الذي يوضح الطبعات المختلفة.
واصولها، ويحصي كتب الجاحظ) . ولكنا انجزنا ثلاث مهام اساسية كانت