واستفاضة بطنه وخاصرته مرارا عديدة فيقول «فيا شعرا جمع الاعاريض ويا شخصا جمع الاستدارة والطول، بل ما يهمك من أقاويلهم ويتعاظمك من اختلافهم، والراسخون في العلم والناطقون بالفهم يعلمون ان استفاضة عرضك قد ادخلت الضيم على ارتفاع سمكك، وان ما ذهب منك عرضا قد استغرق ما ذهب منك طولا، ولئن اختلفوا في طولك فقد اتفقوا في عرضك» .
ثم إنه لا يكتفي بالوصف الساخر بل يضيف اليه التلوين الفكري الهازىء. ان احمد بن عبد الوهاب مربوع الجسم ولذا لا يمكن ان ينعت بالطول ولا بالقصر لان المربع متساوي الأضلاع اي ليس له طول وعرض وهو بالتالي في منأى عن الزراية لأنه لم يتجاوز الحد في طول او عرض، وكل ما لا يتجاوز الحد او القصد معتدل، وكل معتدل جميل: «وبعد، فأي قدّ أردى واي نظام أفسد من عرض مجاوز للقدر وطول مجاوز للقصد؟ ومتى لم يضرب العرض بسهمه على قدر حقه، ويأخذ الطول من نصيبه على مثل وزنه خرج الجسد من التقدير وجاوز التعديل، واذا خرج من التقدير تفاسد، واذا جاوز التعديل تباين..» . وهو يردف قائلا: «وقد سمعنا من يذم الطوال كما سمعنا من يزري على القصار، ولم نسمع احدا ذم المربوع ولا ازرى عليه ولا وقف عنده ولا شك فيه، ومن يذمه الامن ذم الاعتدال، ومن يزري عليه الامن ازرى على الاقتصاد» .
ولا يضير ابن عبد الوهاب صغر جسمه فصغار المخلوقات اقواها واقتلها واصلبها كالحصى من الحجارة والافعى من الحيات والفرقس من البعوض والبغاث من الطير.
ثم إن صغار المخلوقات اكثرها عددا كيأجوج ومأجوج، والذر والفراش والبعوض.