فصل منه: أطال الله بقاءك، وأعزّك وأكرمك، وأتمّ نعمته عليك.
زعم- أبقاك الله- كثير ممّن يقرض الشّعر ويروي معانيه، ويتكلّف الأدب ويجتبيه، أنّه قد يمدح المرجوّ المأمول، والمغشىّ المزور بأن يكون مخدوعا، وعمي الطّرف مغفّلا، وسليم الصّدر للراغبين وحسن الظّنّ بالطالبين، قليل الفطنة لأبواب الاعتذار، عاجزا عن التخلّص إلى معاني الاعتلال، قليل الحذق بردّ الشّفعاء، شديد الخوف من مياسم الشّعراء، حصرا عند الاحتجاج للمنع، سلس القياد إذا نبّهته للبذل، واحتجّوا بقول الشاعر:
ايت الخليفة فاخدعه بمسألة ... إنّ الخليفة للسّؤّال ينخدع
فانتحال المأمول للغفلة التي تعتري الكرام، وانخداع الجواد لخدع الطالبين ومخاريق المستميحين، باب من التكرّم، ومن استدعاء الرّاغب، والتعرّض للمجتدى، والتلطّف لاستخراج الأموال، والاحتيال لحلّ عقد الأشحّاء، وتهييج طبائع الكرام.
وأنا أزعم- أبقاك الله- أنّ إقرار المسؤول بما ينحل من ذلك نوك،