لقيناهم في مقدار جريبين من الأرض، فما كان بقدر ما يسقى الرجل مشارة حتّى قتلناهم، فتركناهم في أضيق من باب، وكأنّهم أنابير سنبل، فلو طرح فدّان ما سقط إلّا على ظهر رجل.

وعمل أبياتا في الغزل فكانت:

زرعت هواه في كراب من الصّفا ... وأسقيته ماء الدوام على العهد

وسرجنته بالوصل لم آل جاهدا ... ليحرزه السّرجين من آفة الصّدّ

فلمّا تعالى النّبت واخضرّ يانعا ... جرى يرقان البين في سنبل الودّ

[6- قول الخباز في الحرب والغزل]

قال: وسألت فرجا الرّخّجيّ عن مثل ذلك- وكان خبّازا- فقال:

لقيناهم في مقدار بيت التّنّور، فما كان بقدر ما يخبز الرجل خمسة أرغفة حتى تركناهم في أضيق من حجر تنّور، فلو سقطت جمرة ما وقعت إلّا في جفنة خبّاز.

وعمل أبياتا في الغزل فكانت:

قد عجن الهجر دقيق الهوى ... في جفنة من خشب الصدّ

واختمر البين فنار الهوى ... تذكى بسرجين من البعد

وأقبل الهجر بمحراكه ... يفحص عن أرغفة الوجد

جرادق الموعد مسمومة ... مثرودة في قصعة الجهد

[7- قول المؤدب في الحرب والغزل]

قال: وسألت عبد الله بن عبد الصمد بن أبي داود عن مثل ذلك- وكان مؤدّبا- فقال:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015