النّفوس، وكسطوته في الجباه والرّوس، وكإنشاطه للحديث والجلوس، يحمّر الألوان، ويرطّب الأبدان، ويخلع عن الطّرب الأرسان.
وقلت: ومع كل ذلك فهو يلجلج اللسان، ويكثر الهذيان، ويظهر الفضول والأخلاط، ويناوب الكسل بعد النّشاط. فأمّا إذا تبيّن في الرأس الميلان، واختلف عند المشي الرجلان، وأكثر الإخفاق، والتنخّع والبصاق، واشتملت عليه الغفلة، وجاءت الزّلّة بعد الزّلّة ولا سواء إن دسع بطعامه، أو سال على الصّدر لعابه، وصار في حدّ المخرفين، لا يفهم ولا يبين، فتلك دلالات النّكر، وظهور علامات السّكر، ينسي الذكر، ويورث الفكر، ويهتك السّتر، ويسقط من الجدار، ويهوّر في الآبار، ويغرق في الأنهار، ويصرف عن المعروف، ويعرّض للحتوف، ويحمل على الهفوة، ويؤكّد الغفلة، ويورث الصّباح أو الصّمات، ويصرع الفهم للسّبات فلغير معنى يضحك، ولغير سبب يمحك، ويحيد عن الإنصاف، وينقلب على الساكت الكافّ. ثم يظهر السّرائر، ويطلع على ما في الضمائر، من مكنون الأحقاد، وخفيّ الاعتقاد.
وقد يقلّ على السّكر المتاع، ويطول منه الأرق والصّداع، ثم يورث بالغدوات الخمار، ويختل سائر النّهار ويمنع من إقامة الصّلوات، وفهم الأوقات، ويعقب السّلّ، ويعقب في القلوب الغلّ، ويجفّف النّطفة، ويورث الرّعشة، ويولّد الصّفار، وضروب العلل في الإبصار، ويعقب الهزال، ويجحف بالمال ويجفّف الطبيعة ويقوّي الفاسد من المرّة ويذيل النفس، ويفسد مزاج الحسّ، ويحدث الفتور في القلب، ويبطىء عند الجماع الصّبّ، حتّى يحدث من أجله الفتق، الذي ليس له رتق، ويحمل على