بل كيف أنست بالجلساء، وأرسلت إلى الأطبّاء ولم يكن في قربك [منه] ما يغنيك، وفي النظر إليه ما يشفيك؟ ولم ملكت نفسك دون أن تهذي، ولم رأيت الوقار مروءة قبل أن تستخفّ ولم كان الهذيان هو الهذيان، والسّخف هو المروءة، والتّناقض هو الصّحّة وإلّا بأيّ شيء خصصت، وبأيّ معنى أتيت، ولم لم تخلع فيه العذار، ولم تخرج فيه عن كل مقدار.
وأيّ شيء أجرب جلدك وأمات حالك، وأضعف مسرّتك، وأوحش منك رفيقك، إلّا العقوبة المحضة، وإلّا الغضب والعقاب، وحرمك الثّواب إلّا التهاون في أمره، وقلّة الرّعاية لحقّه.
وكيف صارت أمراضي أمراض الأغنياء وأمراضك أمراض الفقراء إلّا لمعرفتي بفضله، واستخفافك بقدره. ألا ترى أنّي منقرس مفلوج، وأنت أجرب مبسور.
فإن تبت فما أقرب الفرج، وأسرع الإجابة. وسنفرغ لك إن شاء الله قريبا، وتفلح سريعا.
وإن أصررت وتتايعت وتماديت أتاك والله من سفلة الأدواء، وزوي عنك من علية الأمراض، ما يضعك موضعا لا ارتفاع معه، ويلزق بعقبك عارا لا زوال له. ثم تتبع أشياخك السّبّة، وتتبعهم المذمّة.
علم الله أنّه استظرفك واستملحك، واستحسن قدّك، واسترجح عقلك، وأحسن بك ظنّا، ورآك لنفسه أهلا، ولاتّخاذه موضعا، وللأنس به