15- وقال: اشترى قوم بعيرا وكان صعبا، فأرادوا إدخاله الدار فامتنع، فجعلوا يضربونه وهو يأبى، فأشرفت عليهم امرأة كأنّها شقّة قمر، فبهتوا ينظرون إليها، فقالت: ما شأنه؟ فقال لها بعضهم: نريده على الدّخول فليس يدخل. قالت: بلّ رأسه حتّى يدخل.
16- قال: نظر رجل بالمدينة إلى جارية سريّة ترتفع عن الخدمة، فقال: يا جارية، في يدك عمل؟ قالت: لا، ولكن في رجلي.
17- قال بعضهم: كنّا في مجلس رجل من الفقهاء فقال لي رجل:
عندك حرّة أو مملوكة؟ قلت: عندي أمّ ولد، ولم سألتني عن ذلك؟ قال: إنّ الحرّة لها قدرها فأردت أن أعلّمك ضربا من النّيك طريفا. قلت: قل لي.
قال: إذا صرت إلى منزلك فنم على فقاك، واجعل مخدّة بين رجليك وركبك.
ليكون وطاء لك، ثمّ ادع الجارية وأقم أيرك وأقعدها عليه، وتحوّل ظهرها إلى وجهك، وارفع رجليك ومرها أن تأخذ بإبهامك كما يفعل الخطيب على المنبر، ومرها تصعد وتنزل عليه؛ فأنّه شيء عجب. فلمّا صار الرجل إلى منزله فعل ما أمره به، وجعلت الجارية تعلو وتستفل، فقالت: يا مولاي، من علّمك هذا النّيك؟ قال: فلان المكفوف. قالت: يا مولاي، ردّ الله عليه بصره! 18- قال: كانت امرأة من قريش شريفة ذات جمال رائع ومال كثير، فخطبها جماعة وخطبها رجل شريف له مال كثير، فردّته وأجابت غيره، وعزموا على الغدوّ إلى وليّها ليخطبوها، فاغتمّ الرجل غمّا شديدا، فدخلت عليه عجوز من الحيّ فرأت ما به وسألته عن حاله فأخبرها، قالت: ما تجعل لي إن زوّجتك بها؟ قال: ألف درهم. فخرجت من عنده ودخلت عليها، فتحدّثت عندها مليّا وجعلت تنظر في وجهها وتتنفّس الصّعداء، ففعلت ذلك غير مرّة، فقالت الجارية: ما شأنك يا خالة، تنظرين في وجهي وتنفّسين؟