ضروب الناس فوجدوا [طول] أعمار الخصيان أعمّ من جميع أجناس الرجال، وأنهم لم يجدوا لذلك علّة إلّا عدم النّكاح. وكذلك طول أعمار البغال لقلة النّزو. ووجدوا أقل الأعمار أعمار العصافير؛ لكثرة سفادها.
ثم الخصيّ مع الرّجال امرأة، ومع النّساء رجل. وهو من النمائم والتحريش والإفساد بين المرء وزوجه، على ما ليس عليه أحد. وهذا من النّفاسة والحسد للفحول على النساء. ويعتريه إذا طعن في السنّ اعوجاج في أصابع اليد، والتواء في أصابع الرّجل.
ودخل بعض الملوك على أهله ومعه خصيّ فاستترت منه، فقال لها:
تستترين منه وإنما هو بمنزلة المرأة! فقالت: ألموضع المثلة به يحلّ له ما حرّم الله عليه.
مع أنّ في الخصيّ عيوبا يطول ذكرها.
ولولا خوف الملال والسآمة على الناظر في هذا الكتاب، لقلنا في الاحتجاج عليك بما لا يدفعه من كانت به مسكة عقل، أو له معرفة. وفيما قلنا ما أقنع وكفى. وبالله الثّقة.
وقد ذكرنا في آخر كتابنا هذا مقطّعات من أحاديث البطّالين والظّرفاء، ليزيد القارىء لهذا الكتاب نشاطا، ويذهب عنه الفتور والكلال، ولا قوّة إلا بالله.
1- قال: مرض رجل من عتاة اللّاطة مرضا شديدا، فأيسوا منه، فلما أفاق وأبل من مرضه، دخل عليه جيرانه فقالوا له: احمد الله الذي أقالك،