ورجوت أن تنيب وترجع بعد الجماح واللّجاج، فإنّ للجواد استقلالا بعد الكبوة، وللشّجاع كرّة بعد الكشفة، وللحليم عطفة بعد النّبوة.

وأنا أقول: جعلنا الله وإيّاك ممن أبصر رشده، وعرف حظّه، وآثر الإنصاف واستعمله، ورفض الهوى واطّرحه؛ فإنّ الله تعالى لم يبتل بالهوى إلّا من أضلّه، ولم يبعد إلّا من استبعده.

[9- فصل في ذم اللواط [1]]

والذي يدل على ان هذه الشهوة معيبة في نفسها، قبيحة في عينها، ان الله تعالى وعز لم يعوض في الآخرة بشهوة الولدان من ترك لوجهه في الدنيا شهوة الغلمان. كما سقى في الآخرة الخمر من تركها له في الدنيا، ثم مدح خمر الجنة باقصر الكلام، فنظم به جميع المعاني المكروهة في خمر الدنيا فقال: لا يُصَدَّعُونَ عَنْها وَلا يُنْزِفُونَ

. كأنه تبارك وتعالى قال: لا سكر فيها ولا خمار.

وفي اكتفاء الرجال بالرجال والنساء بالنساء انقطاع النسل، وفي انقطاع النسل بطلان جميع الدين والدنيا. وغشيان الرجل الرجل والمرأة المرأة من المنكوس المعكوس، ومن المبدل المقلوب؛ لأن الله جل ذكره انما خلق الذكر للانثى، وجعل بينهما اسباب التحاب وعلائق الشركة، وعلل المشاكلة وجعل الذكر طبقا للانثى، وجعل الانثى سكنا للرجل. فقلب هؤلاء الأمر وعكسوه، واستقبلوا من اختار الله لهم بالرد والزهد فيه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015