لفضيلة الشيخ: عبد المحسن بن حمد العباد/ عضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية.
الحمد لله رب العالمين وصلوات الله وسلامه وبركاته على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد:
ففي فجر يوم الثلاثاء الموافق الأول من شهر المحرم من عام ألف وأربعمائة من الهجرة تسللت إلى بيت الله الحرام شرذمة آثمة ظالمة من الهمج السذج ممن عميت بصائرهم وساءت أفهامهم وانحط تفكيرهم ومعهم الأسلحة مقدمين شخصاً زعموه المهدي المنتظر الذي جاء ذكره في الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وجرى بسبب إجرامهم واعتدائهم فتنة عظيمة ومصيبة كبيرة ذهب ضحيتها كثيرون من الأبرياء من الحجاج وغيرهم، وقد رد الله كيدهم في نحورهم وكان تدميرهم في تدبيرهم. وإنما قلت أنهم ممن عميت بصائرهم وساءت أفهامهم وانحط تفكيرهم للأمور التالية:
أولا: أن عملهم الإجرامي حصل في أقدس مكان على وجه الأرض في بلد من دخله حتى الصيد فإن يأمن فيه فلا يزعج ولا ينفر.
ثانيا: أنه ورد في بعض الأحاديث الواردة في خروج المهدي في آخر الزمان أنه يبعث على اختلاف من الناس وزلازل وهؤلاء خرجوا على المسلمين بالبلاء والفتنة في بلاد تتمتع بالأمن والإستقرار على وجه لا مثيل له في أنحاء الأرض وذلك بسبب تطبيق الشريعة الإسلامية فيها.
ثالثا: أن متمهديهم الذي زعموه المهدي الذي جاء ذكره في الأحاديث مشتهر بنسبة القحطاني وذكر بعد ذلك أن والده قال أنه من أصل تركي وقد ذكرني ذلك أبياتا أوردها ياقوت الحموي في معجم الأدباء منها البيت التالي:
وادعت الروم أبا في قيس ... واختلط الناس اختلاط الحيس
يعني ادعت الروم أنها من سلالة قيس عيلان فهو تركي ثم قحطاني ثم القرشي هاشمي ثم هالك.
رابعا: أنهم خرجوا عن طاعة ولي الأمر في هذه البلاد الإسلامية التي هي قلب العالم وحكومتها هي الحكومة التي تحكم بشريعة الإسلام في هذا العصر وقد نشأ السعوديون من هذه الفئة المعتدية ونشأ آباؤهم من قبلهم كما نشأ غيرهم في ولايتها في أمن وطمأنينة لكن هكذا شأن اللئام إنكار الفضل والإحسان.
ومن الذي يجحد فضل الملك عبد العزيز رحمه الله وما ساقه الله على يديه من الخير العظيم والنفع العميم في توحيد الجزيرة العربية وحكمها بكتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وإحلال الأمن والاستقرار فيها محل الذعر والخوف والسلب والنهب ومن بعده الملك سعود رحمه الله الذي فتح الجامعة الإسلامية في المدينة