فصل: في رد افترائه علينا بأنا كفرنا الصحابة في قولهم للنبي صلى الله عليه وسلم: اجعل لنا ذات أنواط

...

فصل:

ثم كذب العراقي وافترى فقال: (وقد كفر هؤلاء الناس الصحابة بقولهم للنبي صلى الله عليه وسلم: اجعل لنا ذات أنواط، ثم ذكر أنهم خوارج، وذكر بعض الأحاديث التي وردت في الخوارج) .

والجواب أن هذه الدعوة كاذبة، فتقابل بالرد والمنع، وعدم القبول، ومن المعلوم أن المشار إليهم من أشد الناس تعظيما ومحبة للصحابة، وأعظمهم اتباعا لهم، واقتفاء لآثارهم، ولكن لما تصدوا لبيان شركه، وانتصبوا لهتك باطله وإفكه، وأولجوه المضايق، وبينوا الحجج الواضحة وحققوا الحقائق، فصار قصاراه بهتهم ورميهم بما هم براء منه، وما أشبهه بمن قيل فيه:

ويشتم أعلام الأئمة ضلة ... ولاسيما أن أولجوه المضايقا

والفرق بينهم وبين الخوارج: أن الخوارج يكفرون بكبائر الذنوب،كالزنا والسرقة وشرب المسكر ونحو ذلك، كما ذكره أرباب المقالات.

وهؤلاء إنما يكفرون بالشرك بالله، كما تقدم بعض بيان ذلك بالأدلة الظاهرة، والحجج المتناصرة، من الكتاب والسنة وكلام علماء الأمة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015