وقوله: {إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ} وهذا نقيض ما عند المشركين أن المدعو الميت يسمع ممن دعاه، والله تعالى يقول: {إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ} آمنا بالله، وكذبنا من أشرك بالله.

وقوله: {وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ} يدل على أن الاستجابة ممتنعة في حق من دعا غير الله، فخاب أمله، وضل سعيه.

وقوله: {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ} فيه أن دعوة غير الله شرك بالنص، وأن المدعو يكفر بها يوم القيامة، أي ينكرها ويبرأ إلى الله من ذلك الشرك.

{وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ} ففيه وجوب الإيمان بما دلت عليه هذه الآية، وتصديقه فيما أخبر.

وتضمنت هذه الآية أن الدعاء الذي نهى الله عنه في هذه الآية1 أنه دعاء المسألة بدليل قوله: {لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ} .

والأدوات التي تستعمل في الدعاء كثيرة معروفة، وأكثر ما يستعمل منها في الكتاب والسنة وغيرها "يا" الممدودة، كقوله: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [البقرة - 201] وقوله: {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا} [آل عمران - 147] {رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} [البقرة - 286] التقدير: يا ربنا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015