) وَقَوله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى {مرج الْبَحْرين يَلْتَقِيَانِ بَينهمَا برزخ لَا يبغيان} فَدلَّ على أَن الْوَاجِب لَا يُمكن أَن يصير مُمكنا كَمَا أَن الْمُمكن لَا يتَصَوَّر أَن يصير وَاجِبا وَأما النَّاقِص فَلَا يفرق بَين النُّور واللون وَإِلَيْهِ الْإِشَارَة بقوله تَعَالَى {وَلَا تلبسوا الْحق بِالْبَاطِلِ} وَأما من غلب عَلَيْهِ شُهُود الْحق فَقَالَ أَلا كل شَيْء مَا خلا الله بَاطِل وَمن غلب عَلَيْهِ شُهُود الْخلق يكون دهريا عنصريا مجوسيا جحوديا يَهُودِيّا وجوديا لَا شهوديا فصح قَول من قَالَ الرب رب وَالْعَبْد عبد فَلَا تغلط وَلَا تخلط وَكَذَا قَول من قَالَ مَا للتراب وَرب الأرباب وَقد قَالَ عز وَجل {فَلْينْظر الْإِنْسَان مِم خلق خلق من مَاء دافق} وَمِثَال آخر يقرب للمثل الأول وَللَّه الْمثل الْأَعْلَى فَتَأمل