أما قوله: {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ} يقول: عبادي الذين استخلصهم الله لدينه ليس لإبليس عليهم سلطان، أن يضلهم في دينهم أو في عبادة ربهم، ولكنه يصيب منهم من قِبَلِ الذنوب، فأما في الشرك فلا يقدر إبليس أن يضلهم عن دينهم؛ لأن الله سبحانه استخلصهم لدينه. وأما قوله موسى: {هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ} يعني: من تزيين الشيطان، كما زين ليوسف ولآدم وحواء، وهم عباد الرحمن المخلصون. فهذا تفسير ما شكت فيه الزنادقة1.