صِنْفٍ وجِنْسٍ بجنسهم وصِنْفِهِم، فقد كان يَنْزِلُ بعضُ القُرآنِ خاصًا في شيءٍ فَيكونُ عامًا في مِثْلِهِ، وما أَشْبَهَهُ، فلم يَظْهَرْ جَهْمٌ وأَصحَابُ جَهْمٍ في زمنِ أصحابِ رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وكِبَارِ التَّابعين؛ فَيُروى عَنْهُم فِيهَا أَثَرٌ منصوص مُسمَّى، ولو كانوا بَيْن أَظْهُرِهِم مظهرين آرَاءَهُم لَقُتِلُوا كما قَتَلَ عَلِيٌ - رضي الله عنه - الزنادقة التِي ظَهَرتْ في عصره، ولَقُتِلوا كما قُتِلَ أَهلُ الرِّدَّة، ألا ترى أَنَّ الجَعْدَ بنَ دِرْهَم أظهرَ بعضَ رأيِهِ في زَمنِ خَالد القَسْرِي، فزعم أن الله تبارك وتعالى لم يَتَّخِذْ إِبراهيمَ خَليلاً، ولم يُكَلِّم موسى تكليمًا، فَذَبحهُ خالدٌ بِوَاسِط يَومَ الأَضْحَى على رُؤوسِ مَن حَضَرهُ من المسلمين، لم يَعِبْه به عَائِبٌ، ولم يَطْعَنْ عَليه طَاعِنٌ، بل استحسنوا ذلك مِنْ فِعْلِهِ وصَوَّبُوه، وكذلك لو ظَهَر هؤلاءِ في زَمَنِ أصحابِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، وكبارِ التابعين، ما كان سَبِيلُهُم عند القَوْمِ إِلا القَتْل، كسبيل أهلِ الزندقة، وكما قَتَلَ عليٌ - رضي الله عنه - مَنْ ظَهَرَ مِنْهُم في عَصْرِهِ، وأَحْرَقَهُ، وظَهَرَ بَعْضُهُم بالمدينةِ في عهد سَعد بنِ إبراهيمَ بنِ عبدِ الرحمنِ بنِ عَوْفٍ - رضي الله عنه -؛ فأشاروا عَلَى والِي المدينة يومئذ بِقَتْلِه.

ويكفي العَاقِل مِن الحُجَجِ في إكفارهم ما تَأَوَّلنَا فيه من كتاب الله، وَرَوَيْنَا فيه عَنْ عَليٍّ وابنِ عَبَّاس?،ومَا فَسَّرنا مِنْ واضِحِ كُفرِهِم وفُحْشِ مَذَاهِبِهِم شيئًا شَيئًا، فَأَمَّا إِذْ أَبَيْتُم أَن تَقْبَلُوا إلا المنصوصَ فيهم، المقصودَ بها إليهم بِجُلاهم وأسمائهم، فسنروي ذلك عن بعض من ظهر ذلك بين أَظْهُرِهِم من العلماء.

(188) حدثَنِي محمدُ بنُ المُعْتَمِر السَّجِسْتَانِيُّ أبو سَهْلٍ -وكان مِنْ أَوثَقِ ... أَهلِ سَجِسْتَان وأَصْدَقِهِم-، عن زُهَيْر بنِ نُعَيم البَابِي، أَنَّهُ سَمِعَ سَلاَّمَ ابنَ أَبِي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015