وصَدَق اللهُ وبَلَّغَ رَسولُهُ، لم يَأْتُوا بمثله مُنْذُ مائَتَيّ وخمسين سنة، ولا يأتون بمثله إلى خمسين ألف سنة، فكيف يَفْعَلُونَهُ؟! وقد قال الله - عز وجل - لن يفعلوا، و {لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا (88)} [الإسراء: 88] فلا يأتون بمثله، ولو كان بعضهم لبعض ظهيرًا.
ففي هذا بيانٌ بيِّنٌ أنه كلامُ الخالقِ نفسه، وأنه غَيْرُ مخلوقٍ.
ومما نحتجُّ به عليهم أنه غَيْرُ مخلُوقٍ، مِنْ قَوْلِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -: فَضْلُ القُرآنِ على سَائِرِ الكَلاَمِ؛ كَفَضْلِ اللهِ على خَلْقِهِ.
(174) حدثنا به شِهَابُ بنُ عَبَّادٍ العَبْدِيُّ الكُوفِيُّ، حدثنا محمد بن الحسن بن أبِي يزيدَ الهَمْدانِيُّ، عن عمرِو بنِ قَيْسٍ، عن عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
«مَنْ شَغَلَهُ قِرَاءَةُ القرآنِ عَنْ ذِكْرِي وَمَسْأَلَتِي؛ أَعْطَيْتُهُ أَفْضَلَ مَا أُعْطِي السَائِلِينَ، وفَضْلُ كَلامِ اللهِ على سَائِرِ الكَلامِ؛ كَفَضْلِ اللهِ على خَلْقِهِ» (?).
(175) حدثناه عُقْبَةُ بنُ مُكْرَمٍ البصريُّ، حدثنا مُعَلَّى بن أسد، حدثنا محمد بن سَوَاءٍ، حدثنا سعيد بن أبِي عَرُوبَةَ، عن أَشْعَثَ الحُدَّانِيِّ، عن شَهْرِ بنِ حَوْشَبٍ، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قَالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -:
«فَضْلُ القُرآنِ على سَائِرِ الكلامِ، كَفَضْلِ الرَّحْمَنِ على سَائِرِ خَلْقِهِ» (?).
(176) وحَدَّثَنِي محمدُ بنُ حميدٍ الرَّازِيُّ، حدثنا إسحاقُ بنُ سُلَيْمَانَ الرَّازيُّ، حدثنا الجَرَّاحُ بنُ الضَّحَّاك الكِنْدِيُّ، عن عَلْقَمَةَ بنِ مَرْثَدٍ، عن أَبِي عبد